عندما كنت في الصف الرابع الابتدائي جاء مدرس الدراسات الاجتماعية للفصل ليأخذني لأشارك في مناظرة. الفكرة أنه سيكون فريقين يقومون بإجراء مناظرة حول (الهجرة من الريف إلى المدن) وسيتم تسجيل المناظرة على شريط كاسيت وإرسالها للإدارة التعليمية في إطار مسابقة ما. لا أتذكر بالضبط الفريق الذي انضممت إليه، هل هو الفريق المؤيد أم المعارض، ولا أتذكر إن كنت اخترت بنفسي أم قام المدرس بالاختيار، ما أتذكره جيداً أني كنت كاسحاً.
في الإسلام يدفع المرء الزكاة إن وصلت ثروته حد معين أو وصل دخله المنتظم حداً معيناً. ما لا يعرفه الكثير من الناس أن الإنسان في الإسلام ليس له إلا وضع من إثنين: إما دافع للزكاة أو متلقي للزكاة. بمعني أنه إن كان الحد الذي يدفع عنده المرء زكاته خمسة آلاف جنيه شهرياً مثلاً (لا أعرف الأرقام بالتحديد و هي تختلف من وقت لآخر و مجتمع لآخر)، فإن شخصاً دخله ثلاثة آلاف جنيه يستحق الزكاة حتي يصل دخله لحد الزكاة (خمسة آلاف)، أي أنه يستحق ألفين جنيه شهرياً كزكاة.
في أثناء الحرب العالمية الثانية دارت المعارك بين الأمريكيين واليابانيين في جزر المحيط الهادي. الجزر كانت تضم قبائل بدائية ذهلت لما رأته من طائرات تأتي للأمريكيين بعجائب: أطعمة معلبة وملابس ومصادر طاقة عجيبة (مولدات كهرباء) الخ. عندما جاء علماء الأنثروبولوجي للجزيرة ليدرسوها وجدوا أشياء عجيبة. صنع البدائيين ممرات وسط الغابات وضعوا على جانبيها المشاعل وأوقفوا أحدهم ليلوح بيديهم أمام هذه الممرات، أجلسوا أحدهم في كوخ وعلي رأسه بطيخة غرسوا فيها عودين من الغاب، صنعوا نماذج خشبية تشبه الطائرات الأمريكية، الخ.
في طفولتي كنت طفلاً ساكناً هادئاً إنطوائياً لدرجة مستفزة، كتلة من الجليد. الوحيد الذي نجح في كسر هذا الحاجز الجليدي كان محمود. مازلت أتذكر في الحضانة حين كان يذهب للمدرّسة ليستأذنها في الجلوس بجوار (أحمد عادل) عندها أصحح له المعلومة بأن إسمي (محمد عادل) ثم أعود إلي صمتي و إنغلاقي. بدأت قراءة القصص (رجل المستحيل و ملف المستقبل، الخ) في سن مبكرة نسبياً، و أتذكر أنه جاء ذات مرة ليريني قصة من نفس السلسلة ليسألني إن كنت قد قرأتها فرديت بهدوء أني قرأتها من قبل و لم أزد في الكلام.
خرج أينشتاين للعالم بالنظرية النسبية الخاصة و عمره 26 عاماً، ثم خرج بالنسبة العامة و عمره 36 عاماً، ثم مات و عمره 76 عام. السؤال هنا هو لماذا لم يضف أينشتاين أي شيء هام للعلم علي مدي أربعين عاماً كاملة منذ خروجه بالنسبية العامة و حتي وفاته؟ الإجابة عن هذا السؤال تستلزم الرجوع للوراء بضع مئات من السنين. هناك حلم لدي علماء الفيزياء بالوصول إلي نظرية موحدة Unified Theory تشرح كل شيء، تشرح العلاقة بين القوي المختلفة في الطبيعة (الضوء، الحرارة، الجاذبية، الخ) و العلاقات بينها.
[caption id="" align=“aligncenter” width=“600”] لينينجراد تحت الحصار 1942[/caption] سبتمبر 1941، لينينجراد، الإتحاد السوفيتي. سحابة من التراب الأبيض تعلو المدينة في منظر خلاب، خصوصاً وذرات التراب الدقيقة تتلألأ في ضوء الشمس الغاربة. كانت هذه السحب مزيج من الدقيق والسكر المتناثرين من مخزن السلع التموينية الخاص بالمدينة بعد أن قصفه النازيون. خيمت هذه السحابة على المدينة طوال الليل ثم حملتها رياح البلطيق بعيداً في الصباح. لم يتبق شيئاً لإطعام المدينة ذات الثلاث ملايين مواطن.
منذ ما يقرب من عشر سنوات قرأت كتاب (كيف ندعو الناس) لمحمد قطب. فكرة الكتاب الرئيسية أنه يرفض ما يقوم به الإسلاميون من ممارسة السياسة و دخول المجالس النيابية و المحلية، لأنه يري أن الناس فكرياً مازالت ضائعة، لا يعرفون أفكاراً أساسية في الإسلام (مثل فكرة تحكيم شرع الله) و تملأ عقول الكثير منهم الكثير من الأفكار الإجتماعية الخاطئة. كان محمد قطب يري أن الإسلاميين عليهم أن يصلوا بالناس لدرجة معينة من الوعي الديني قبل أن يتحركوا سياسياً.
[caption id="" align=“aligncenter” width=“576”] متظاهرين ينادون بتطبيق الشريعة في 2 نوفمبر 2011 في ميدان التحرير - المصدر CNN متظاهرين ينادون بتطبيق الشريعة في 2 نوفمبر 2011 في ميدان التحرير - المصدر CNN[/caption] في الثلاثينات أصدرت الحكومة الأمريكية قانوناً بتحريم تجارة و تناول الخمور. المشكلة أن أغلبية الشعب تريد شرب الخمر، بالتالي تحولت تجارة الخمور إلي تجارة أكثر ربحاً من تجارة المخدرات و السلاح، فالمخدرات محرمة قانوناً و لكن عدد قليل من الناس هم من يرغب في تعاطيها و لكن معظم الناس تريد شرب الخمر.
منذ ما يزيد عن عامين قامت فتاة أمريكية في الواحدة و العشرين من العمر بالعمل لصالح منظمة الشباب المسيحي في أمريكا، و هي منظمة للأعمال الخيرية. الفتاة ستعمل كمدرسة في حضانة لأطفال العائلات الفقيرة، العائلات التي لا يمكن فيها للأب و الأم أن يوفروا لأبناؤهم تكاليف الحضانة لأنهم شديدو الفقر و لا يمكن للأم التفرغ فيها لرعاية الأبناء. الفتاة كانت في الجامعة و كانت تقوم بهذا العمل كعادة الطلبة الأمريكيين في العمل و الإنفاق علي أنفسهم أثناء الدراسة.
إنتهيت للتو من قراءة رواية (الفيل الأزرق) لأحمد مراد. الرواية شديدة الإحتراف و التشويق إلا أنها مليئة بالتفاصيل الجنسية التي كان يمكن إختصار أكثر من نصفها علي الأقل دون إخلال بالرواية، تفاصيل تجعل روايات علاء الأسواني روايات تصلح للأطفال أقل من عشر سنوات. أنا أري أن كتابة مثل هذا الكم الهائل من المشاهد و الأحداث و التفاصيل الجنسية في رواية ينافي الدين و لكن هذا رأي لا يتفق معه الكثيرون و هذا طبيعي، الناس لا و لن تتفق علي هذه النقطة و علي نقاط أخري كثيرة (ولا يزالون مختلفين).