“الشخص العقلاني هو الذي يكيف نفسه بحسب العالم من حوله. الشخص الغير عقلاني هو الذي يصر علي تغيير العالم ليصير كيفما يري هو. لهذا كل تقدم البشرية يعتمد علي الغير عقلانيين" جورج برنارد شو. -—————————————————————————- في رواية الرجل الراكض لستيفن كينج، نري عالماً مستقبلياً بلغ فيه الترفيه و برامج المسابقات حد الموت، بمعني أن هناك ألعاب مثل (السباحة وسط التماسيح)، حيث يسبح متسابق وسط التماسيح حتي يموت، و مسابقة (السير المتحرك و الدولارات) حيث يعدو مريض بالقلب علي سير متحرك بينما المذيع يسأله بعض الأسئلة، كلما أجاب إجابة سليمة يكسب مبلغاً من المال، كلما أخطأ زادت سرعة السير حتي يسقط بالذبحة الصدرية، و هكذا.
يدور فيلم ميونخ الذى أنتجه و أخرجه (ستيفن سبيلبيرج) حول ضابط موساد يقود فريق من القتلة لإغتيال أعضاء منظمة أيلول الأسود الذين قتلوا أحد عشر رياضياً إسرائيلياً في أوليمبيات ميونخ في السبعينات. هنا نرى أن ضابط الموساد يتشكك في مهمته من الناحية الأخلاقية و يتساءل عن الفارق بينه و بين أعضاء المنظمة (الإرهابية) و يشك فى أنه ربما كان معهم حق فيما فعلوا و ربما لا تكون القضية الإسرائيلية قضية عادلة كما كان يظن.
في رواية 1984 نري نظاماً شمولياً قمعياً فيه حزب واحد حاكم و شخص يدعي (الأخ الأكبر) يمثل رئيس الدولة. لم ير أحد الأخ الأكبر يوماً ما، و لكن في كل مكان أنت تري صوراً لرجل قوي الملامح ذو شارب و تحتها العبارة ساحقة الشهرة (الأخ الأكبر يراقبك Big brother is watching you ). يمارس الحزب تزييف للحقائق و التاريخ و الناس يصدقون كل شيء و أي شيء. هنا نري بطلي القصة، وينستون سميث و حبيته جوليا.
في أيطاليا هناك نهر يسمى الروبيكون Rubicon يقع شمال روما يتميز بأن مياهه حمراء اللون بسبب الطمى الذي تحمله مياهه و من هنا جاء إسمه الذي يعنى (الياقوتي). في الدولة الرومانية القديمة كان هناك قانون يقضي بأن القائد العسكرى العائد من المعركة يترك جيوشه علي ضفة هذا النهر ثم يعبره بدون جنوده و يدخل روما ليقدم تقريره لمجلس الشيوخ، بعدها يدخل الجيش بدون قائد. إن عبر القائد النهر بجنوده فهذا يعتبر إنقلاب، حتى إن لم يدخل القائد روما، الروبيكون هو نقطة اللاعودة و عبوره بالجنود يساوى إعدام القائد و معاقبة الجنود.
كانت هناك معضلة في الفكر السياسي الغربي هي : كيف يمكننا أن نزيح الملك بعد أن نصبناه ملكاً (يملك الأرض و الناس)؟ كيف نزيح شخص هو الذى له الحق في أن يزيحنا بالقتل أو السجن إن خالفنا القانون مثلاً؟ كانت الفكرة الرئيسية في كتاب العقد الإجتماعى لجان جاك روسو، هي أن العلاقة بين الحاكم و المحكومين هي نوع من العقد الذي له شروط، إن خالفها الحاكم يعتبر العقد لاغياً و بالتالي لا يصبح حاكماً.
إن شاء الله في معرض الكتاب 2012 يصدر أول كتبي. الكتاب بعنوان (عن الأشياء التي لا تقاس)، و هو كتاب يضم مقالات كتبتها علي مدي سنوات و نشرتها أون لاين، بعد أن أجريت عليها عدد من التعديلات و الإضافات. الكتاب صادر عن دار دوّن. [caption id="" align=“aligncenter” width=“539” caption=“الغلاف الأمامي”] الغلاف الأمامي [/caption] [caption id="" align=“aligncenter” width=“540” caption=“الغلاف الخلفي”] الغلاف الخلفي [/caption]
شكل الدولة الحديثة القائم في كثير من دول العالم اليوم قائم علي عدة أفكار أو مباديء ثابتة يعتبرها الكل من المسلمات.من ضمن هذه المباديء علي سبيل المثال مبدأ مسئولية الدولة عن توفير إحتياجات الناس. إن إنقطعت المياه أو الكهرباء فإن الناس تلوم الحكومة، إن لم تتوافر الخدمة الطبية يلوم الناس الحكومة، الخ. هذا مبدأ غير موجود مثلاً في المجتمعات القبلية حيث لا يوجد هيئة بعينها مسئولة عن توفير إحتياجات الناس.
سأقوم إن شاء الله بإلقاء محاضرة بعنوان “عوامل الخطأ في العوامل الإنسانية”. المحاضرة من تنظيم مجموعة (نسيج) الثقافية و هي محاضرة في إطار التعاون بين مؤسسة قرطبة للتنمية الثقافية (التي أنتمي إليها) و مجموعة نسيج. المحاضرة ستكون يوم الجمعة 11 نوفمبر 2011 الساعة السادسة مساءاً بمركز رابعة العدوية التعليمي بمدينة نصر. الإيفنت علي فيسبوك. يسعدني حضوركم :).
كثر الحديث في مصر مؤخراً عن هوية الدولة و الدستور و المواد الفوق دستورية ، و ظهرت المظاهرات التي تدافع عن إسلامية الدولة و حركات و دعوات للدفاع عن مدنية الدولة و تبني مباديء ليبرالية في وضع مواد فوق دستورية تحكم بناء الدستور إلي آخر هذه الخلافات التي ظهرت علي الساحة بعد الثورة. في رأيي أن هذه الخلافات شابها الكثير من التسطيح لأمور لا تحتمل التسطيح ، الأمر الذي يؤدي إلي تعميق الخلاف و زيادته و يؤدي إلي حالة من الشلل الذي يكتفي كل طرف فيه بالصياح و لا يتحرك أحد للفعل إلا قليلاً.
التلاعب بالصورة و الكلمة يمكن للإعلام أن يغير تفكير و تصور المتلقي عن طريق التلاعب بالألفاظ و الكلمات و الصور. في هذا الجزء سنتعرض سريعاً لبعض أشكال التلاعب بالألفاظ و الكلمات في الإعلام الحديث . لن أقوم بتغطية أساليب التلاعب بالصورة و الكلمة بالتفصيل لأن الأمر يحتاج إلي دراسة منفصلة و سنكتفي فقط بما ينقل الفكرة العامة. التحيز في إختيار الألفاظ و الصور حين يقوم فلسطيني بتفجير نفسه في نقطة للجيش الإسرائيلي فإن هناك أكثر من كلمة لوصف هذا الحدث.