منذ ما يزيد عن شهر تقريباً كنت متوجهاً في الصباح إلي الوحدة العسكرية التي أخدم بها. لم أجد مواصلات فأضررت إلي ركوب تاكسي. ما أن ركبت التاكسي حتي باغتني السائق قائلاً: -“هو الشاب اليومين دول بيشترط يتجوز واحدة عاملة”؟ فاجأني السؤال. -“نعم”؟ -“قصدي يعني إنت كشاب تشترط في البنت اللي تتجوزها إنها تكون بتشتغل علشان تساعد في المصاريف؟ العيشة بقت غالية اليومين دول”. رتبت أفكاري سريعاً و أجبته بأني سأتحدث عن رأيي و ليس عن رأي كل الشباب.
إنتهيت منذ يومين من قراءة كتاب لحظات غرق جزيرة الحوت لمحمد المخزنجي و هو الكتاب الذي يصف فيه ملاحظاته عن الأيام الأخيرة للإتحاد السوفيتي قبل سقوطه. الجزء الأول من الكتاب خاص بملاحظات المخزنجي عن فترة إنفجار مفاعل تشيرنوبيل، حيث كان المخزنجي وقتها في كييف (المحافظة التي يتبعها تشيرنوبل) يدرس لنيل الدكتوراه. ملاحظات المخزنجي ممتازة و لكنه لم يمعن في الحديث عن مدينة بريبيات، و هي المدينة التي يقع فيها المفاعل، و أحد أكثر الأشياء التي أثارت رعبي من قرائتي عنها و مشاهدتي لصورها.
كانت الإمبراطورية الرومانية هي أول من قدم نظام الإنتخابات الديمقراطية للعالم، و هو النظام الذي أخذته أمريكا و معظم الدول الديمقراطية اليوم و طبقته دون الكثير من التغييرات الجوهرية. كان نظاماً قائماً علي أن ينتخب الشعب عدد من الأشخاص (عادة ما يكونوا من الأثرياء و علية القوم) ليكونوا أعضاءاً في مجلس الشيوخ. هذا المجلس كان يقوم بالتصويت علي القرارات الهامة في الدولة و يتم إتخاذ القرار بالأغلبية. كان يوليوس قيصر قائداً عسكرياً ناجحاً نجح في كسب حب جنوده و نجح في هزيمة شعوب الغال (العدو الأزلي لروما) و طردهم بعيداً عن حدود الإمبراطورية.
أحد فروع دراسات الصيدلة دراسات تسمي دراسات الإتاحة الدوائية. هي دراسات تبحث مدي الفائدة التي يمكن أن تتحقق من تسويق دواء معين في بيئة معينة. علي سبيل المثال، عقار الباراسيتامول هو مسكن و مخفض للحرارة متوسط الشدة رخيص الثمن. بعض دراسات الإتاحة الدوائية قالت إن هذا العقار لا يجب تسويقه في بعض دول أفريقيا الفقيرة لأن المريض الذي سينفق بضعة قروش لشراء قرص باراسيتامول لعلاج نوبة صداع عارضة سيكون من الأفيد له صحياً أن ينفق هذه القروش لشراء بضعة ارغفة من الخبز له و لأولاده.
منذ أن صدرت جريدة الدستور و للشباب مساحة ضخمة من الكتابة فيها بل إن الكثير منهم يرأس الكثير من الصفحات و الأبواب، و هي تجربة غير مسبوقة علي قدر علمي، و فيها تشجيع للشباب و إستغلال لقدراتهم و طبيعتهم التي تتميز في المعتاد بالتجديد و الإبتكار مع كم لا بأس به من قبول المخاطرة، المخاطرة بتقديم أبواب غير مألوفة و مخاطرة في إختيار الموضوعات و طريقة الكتابة، و هي نقطة تحسب لإبراهيم عيسي رئيس التحرير، و بالطبع تسبب هذا في أن الشباب يمثلون فئة ضخمة من قارئي الجريدة.
في موضوع علي شبكة روايات طرح أحد الأعضاء تساؤل عن ما يجب علي الشباب فعله في هذا الزمن من أجل نهضة العرب. بدأت في كتابة رد فوجدت أن الرد يمكن أن يكون موضوعاً مستقالاً لذا أنشره هنا. بالطبع هناك العديد من الكتب و المقالات و المحاضرات التي ألقيت عن الموضوع. أنا لا أدعي أني أقدم حلا سحرياً لمشكلة نهضة المسلمين لأن هذا الأمر لا يناقش بالكامل في مقال واحد و ليس من قدرتي أن أقوم بهذا، و لكني فقط أنقل ما يدور بخاطري حين أفكر في هذا الموضوع.
مؤسسة راند للدراسات السياسة و العسكرية هي أول مؤسسة أطلق عليها لقب (دبابة تفكير Think Tank). علي الرغم من أن مؤسسة راند هي مؤسسة غير ربحية و ليس لها صفة رسمية إلا أنها تسهم بشكل لا بأس به في صنع القرار السياسي الأمريكي (راجع هذا المقال). يكفي أن تعلم أن هنري كيسينجر هو أحد المشاركين في هذه المؤسسة لتعلم وزنها السياسي. في العام الماضي أصدرت المؤسسة بحث بعنوان “بناء شبكات مسلمين معتدلين”.
ذات يوم منذ بضعة شهور مضت ذهبت إلي محلات فيرجن في سيتي ستارز لألقي نظرة علي أحدث ما وصلهم من كتب، و هي عادة أمارسها مرة كل شهر تقريباً إذ أمر علي المكتبات الأربع (فيرجن، ديوان، دار الشروق، مدبولي ) كلما سنحت الفرصة و كنت بقرب أي منهم. وجدت هناك كتاباً يدعي (القلعة الموجودة في الغابة The Castle in the forest ) لكاتب يدعي نورمان ميلر. تصفحت الكتاب سريعاً فوجدت أنه كتاب يدور حول طفولة هتلر.
في مقال سابق إنتقدت نظام التعليم في كلية الهندسة بجامعة عين شمس، فرد عمرو أمان بأن الشركات متعددة الجنسيات تطلب الشهادة الجامعية حتي إن لم يكن لها إعتبار، و قام سامح بالرد بأن علي ذوي العقول أن يعملوا و يكونوا مشروعاتهم الناجحة لتكون بهذا مثالاً يحتذي و يضعوا بهذا القواعد و المقاييس في المجتمع. بدأت في كتابة رد عليهم و لكني وجدت أن الرد قد صار موضوعاً مستقلاً لهذا أضعه هنا.
يحكي أن أحد الملوك إستدعي وزيره و طلب منه أن يكتب له التاريخ كله ليقرأه و يستفيد منه، فغاب الوزير عشر سنوات و عاد بعدد ضخم من المجلدات تحمله البغال، فقال الملك :“لا وقت لدي لقراءة كل هذا، قم بتلخيصه”. غاب الوزير بضع سنوات أخري و عاد بخمسة مجلدات فقط، فقال الملك: " لا وقت لدي لقراءة خمسة مجلدات، قم بإختصارهم مرة أخري"، فغاب الوزير بضع سنوات و عاد بمجلد واحد فقط ليجد الملك علي فراشه يعاني سكرات الموت.