عن الأطفال
التفكير في لماذا خلقنا الله علي هذه الصورة أو تلك تفكير مألوف، مثل لماذا خلق الله الناس يمشون ولا يطيرون، لماذا خلق فيهم القدرة علي التدمير من الأساس، لماذا خلقهم بإحتياجات نفسية مثل الإحتياج للقبول و الإحتياج لتحقيق إنجازات و الرغبة التنافسية، الخ.
التفكير في هذه الأمور لا يؤدي لإجابة محددة شافية، لكن في نفس الوقت التفكير في هذه الأسئلة مهم لنا كبشر، بشكل ما هي تحدد جزء من بشريتنا و نضجنا النفسي. من لا يفكر في هذه الأشياء من فترة لأخري هو شخص منتقص الإنسانية بشكل ما.
كثير من الناس تساؤلوا عن لماذا خلق الإنسان بفترة الطفولة الطويلة هذه. مقارنة بالحيوانات الأخري فالإنسان يظل بحاجة للكبار لمرحلة عمرية كبيرة للغاية قبل أن يكون قادراً علي الإستقلال و خوض الحياة لوحده، و إحتياجه للكبار هو إحتياج نفسي و تربوي، و إحتياج لتعلم مهارات حياتية معقدة، و ليس فقط لعجزه الجسدي عن إطعام نفسه طوال هذه الفترة الطويلة. الكثير فكروا في هذا السؤال و حاولوا الإجابة عليه من زاوية الفائدة التي تعود علي الطفل، قليل هم من فكروا من منطلق الفائدة التي تعود علي الأبوين.
كما قلت، التفكير في هذه الأمور عموماً لا يؤدي لإجابة محددة مفيدة و أنا لست إستثناءاً لهذا فما سأكتبه هنا هو مجرد تفريغ لخواطر تدور في ذهني أكثر منها كتابة لرأي محدد قاطع أو حتي لفكرة أرغب في مناقشتها، أو حتي لأفكار مترابطة، هي مجرد أفكار متناثرة. قليلون من يدركوا أن الكتابة مهمة للكاتب لأسباب أكثر بكثير من أخذ شهرة أو الرغبة في مناقشة أفكاره مع آخرين أو الترويج لها و نشرها. الكتابة تساعدك علي تفريغ أفكارك الملحة و الأهم تنظيم هذه الأفكار. نيوتن كان يلقي محاضرات رياضيات في جامعة كامبريدج و كان يلقيها حتي إن دخل غرفة الدرس و لم يجد أي طلاب. إلقاء المحاضرة حتي للفراغ مهم لتنظيم الأفكار بغض النظر عن إستفادة الطلبة. بالتالي ما أكتبه هنا هو محاضرتي الخاصة التي لا تهدف لإفادة الطلبة في المقام الأول. أكمل قراءة…