منذ شهور كثر الكلام عن المناظرة المرتقبة بين جوردان بيترسون و سلافوي جيجك عن مفهوم السعادة ما بين الرأسمالية و الماركسية، و هي المناظرة التي تمت في جامعة تورنتو يوم 19 أبريل و التي اجتمع الكل علي تسميتها مناظرة القرن. الكل يرتقب الحدث الضخم قبلها بشهور كمن ينتظر لقاء بين فريقي كرة قدم من العيار الثقيل مع الكثير من الشد و الجذب بين أنصار هذا و ذاك تماماً كما لو كنا نتكلم عن مشجعي برشلونة و ريال مدريد قبل لقاء الطرفين في نهائي دوري أبطال أوروبا.
التفكير في لماذا خلقنا الله علي هذه الصورة أو تلك تفكير مألوف، مثل لماذا خلق الله الناس يمشون ولا يطيرون، لماذا خلق فيهم القدرة علي التدمير من الأساس، لماذا خلقهم بإحتياجات نفسية مثل الإحتياج للقبول و الإحتياج لتحقيق إنجازات و الرغبة التنافسية، الخ. التفكير في هذه الأمور لا يؤدي لإجابة محددة شافية، لكن في نفس الوقت التفكير في هذه الأسئلة مهم لنا كبشر، بشكل ما هي تحدد جزء من بشريتنا و نضجنا النفسي.
عرفت هانيبال القائد القرطاجي من كتاب صغير لأحمد خالد توفيق. و بعد أن قرأت كتاباً كبيراً لواحد من أشهر المؤرخين الحاليين في الموضوع، مؤرخ من الذين يستدلون بعدة مصادر قديمة و يجيد المقارنة بين المصادر و الرواة و يذهب بنفسه لمواقع الأحداث التي تمت من أكثر من الفي سنة، فإن النقاط الأساسية للموضوع هي التي أحسن أحمد خالد توفيق إختيارها في كتابه الصغير. هذه مجرد خواطر و أفكار عن الموضوع و أنا مدين كالعادة لأحمد خالد توفيق بمعرفته كما أنا مدين له بأشياء أخري كثيرة.
مازلت أتذكر الصدمة التي تعرضت لها حين درست قانون نيوتن للجاذبية. قبلها بسنين كنت أسمع عن أن (نيوتن إكتشف الجاذبية) و كنت أعلم أني سأدرس هذا القانون في الصف الدراسي الفلاني -الأول الثانوي لكني لست متأكداً - و كنت في إنتظار هذه اللحظة منذ سنين. السبب في الصدمة هو أني كنت أتوقع أن أجد قانوناً يفسر الجاذبية، لماذا تنجذب الأجسام لبعضها البعض و لماذا يسقط الناس علي الأرض بعد أن يقفزوا في الهواء، لكني فوجئت بمجرد معادلة تحسب فقط مقدار قوة الجاذبية.
هذا المقال لا يقدم أي إجابات، فقط يثير التساؤلات بشيء من التحليل و العمق، إن كنت تنتظر إجابة في النهاية من نوعية (يجب فعل كذا ولا يجب فعل كذا) فيمكنك أن تتوقف عن القراءة هنا. هذا المقال بمناسبة الجدل الذي دار حول مسلسل سابع جار، و عن قضية الفن الذي يظهر أنه من المألوف في الطبقة الوسطي القيام بالموبقات بدون مشاكل أو نقد أخلاقي، و هو رأي الناس التقليدية المحافظة أو ذوي التوجه الديني.
لا يمكن النظر للعالم الغربي بمعزل عن أن الفرد و متعته المباشرة هي أساس من أسس الفكر و الحياة. الموضوع كبير و شائك لكني سأتكلم عن نقطة واحدة فقط في ما يتعلق بالفردية و هي الإنجاب. كنا نتكلم أنا و زميلة هولندية فذكرت وسط الكلام أن زوجتي لا تعمل لتراعي إبننا. علقت بقولها أنها مازالت تذكر طفولتها و شعورها بالراحة حينما كانت تعود للبيت من المدرسة لتجد أمها في البيت. هذه الزميلة إتخذت قراراً بعدم الإنجاب!
منذ فترة فوجئت زوجتي بورم كبير في صدرها، ظهر فجأة بدون مقدمات. ذهبنا لطبيب ممارس عام، و هو في العالم الغربي شخص أكثر علماً بكثير من نظيره المصري و يمكنه تشخيص و علاج الكثير من الحالات و لا يحيل الأمور لأخصائي إلا فعلاً في حالات معقدة. الطبيب رأي أن هذا غالباً شيء حميد لكن بالطبع لابد من أشعة. أخبرنا أنه سيحول ورقنا لمركز أشعة و هم سيتصلوا بنا في خلال أسبوع.
لسلافوي جيجك، المفكر الماركسي الشهير، كتاب إسمه (دفاعاً عن قضايا خاسرة In defense of lost causes). يقول جيجك أنه في الماضي، كانت هناك عبارة لاتينية شهيرة تقول (لقد تكلمت روما، حسمت القضية Roma locuta; causa finita est)، و هي تعني أن الكنيسة قالت رأيها في موضوع ما بالتالي فالنقاش تم حسمه. في الزمن الحالي، هناك أشكال شبيهة من حسم النقاش هي (لقد أصدرت اللجنة المركزية للحزب قرارها - عادة يقصد بها الحزب الشيوعي) و هناك أيضاً (لقد صوتت الجماهير في الإنتخابات بكذا).
أتلقي الكثير من الأسئلة التي تدور حول كيفية تعلم شيء معين، في معظم الأحيان هذا الشيء هو البرمجة لكن أحياناً ما تكون أشياء أخري لسبب لا يعلمه إلا الله و من يسأل هذه الأسئلة. لتجنب تكرار الرد كل مرة أكتب هذا المقال القصير. هذه مجموعة من النصائح فيما يتعلق بالتعلم عموماً أيا ما كان المجال: 1-مناهج الكليات العالمية موجودة أون لاين، بالأسئلة أحياناً، بالتمارين، بالأهداف، بالمراجع، الخ. إبحث عن المنهج الذي يتم تدريسه في جامعة ما و إتبعه.
ما زال المجتمع الفرنسي يعاني حتي اليوم من العبء التاريخي للصراع بين المسلمين من أصل جزائري و الدولة، أولئك الذين ما زالوا مهمشين و يساهم ماضيهم في عدم قدرتهم علي الخروج من فئة إلي فئة أعلى، الفرص الضائعة التي أخذها منهم المجتمع الفرنسي لم يزل أثرها باقيا في جيل الأبناء و الأحفاد حتي اليوم، القتل الذي تم في الستينات لم يتم نسيانه بعد. من مقالي كثير من التاريخ علي ساسة بوست